تُطل كاوست على شاطئ البحر الأحمر الذي يحيط به نظام بيئي بحري طبيعي وجميل. ويدرك مجتمع الجامعة بأكمله أهمية هذا النظام البيئي الذي يعتبره جزءاً لا يتجزأ من رسالتنا مسؤوليتنا التعليمية والاجتماعية. وهذا النظام البيئي منصوص في سياسة الإشراف البيئي لكاوست التي تؤكد على أن “حماية البيئية البحرية الثمينة التي تحيط بالجامعة” هو من الأهداف الرئيسية لكاوست.
تزخر المياه الساحلية المحيطة بكاوست بالشعاب المرجانية وغابات المنغروف ومروج الأعشاب البحرية والطحالب الضخمة. وتُعدّ هذه الموائل الطبيعية مختبراً حياً يستعين به العلماء في تطوير طرق جديدة للحفاظ على البيئات البحرية والساحلية.
حددت كاوست، عبر مسح أساسي للبيئة البحرية ركز بوجه خاص على المناطق الساحلية المجاورة للجامعة، جملة من الموائل الطبيعية ضمت رمال المد والجزر وسهول طينية وغابات المنغروف والأعشاب بحرية والسبخات (مسطحات مالحة فوق مستوى المياه الجوفية تماماً) وشواطئ رملية وصخرية وطحالب ضخمة ومجمعات مرجانية في مناطق المدّ والجزر والجزء العلوي من منطقة ما تحت المد.
الشعاب المرجانية
يطلق عادة على المرجان “الغابات المطيرة للبحر” لأن الشعاب التي تشكلها تُعدّ من أكثر الأنظمة البيئية تنوعاً حيوياً في العالم، وملاذاً ملائماً يوفر الطعام والمأوى لكائنات حية كثيرة تعتمد في بقائها على هذه الأنظمة البيئية. وتوفر الشعاب المرجانية أيضاً فرصاً هائلة للتعليم والاستجمام.
حددت دراسة عن المناطق البحرية المحيطة بكاوست 181 نوعاً من المرجان. وتنتمي الأنواع المألوفة إلى أجناس قميات المسام والديبساستريا (الفافيا سابقاً) والمونتيبورا والغونيبورا والفافيتيس. وسجلت الدراسة أيضاً شعاباً مرجانية متنوعة سليمة بعيدة قليلاً عن كاوست في المياه المفتوحة للبحر الأحمر.
تتنوع الأسماك في شعابنا تنوعاً مذهلاً. وتتراوح أنواعها بين الأسماك المفترسة الضخمة كأسماك القرش والهامور والباراكودا التي تفترس أنواعاً أخرى، وأسماك صغيرة كسمك المهرج والسمك الملائكي تتغذى على العوالق والطحالب والمواد الغذائية الصغيرة. وتجذب هذه الأسماك الصغيرة زاهية الألوان الناس أيضاً إلى الشعاب بهدف التعليم والاستجمام.
سُجّل نحو 136 نوعاً من الأسماك في مواقع الشعاب المحيطة بكاوست. يشار إلى أن الكيدميات (أسماك الرأس) هي الأنواع الغالبة تليها سمكة الدامسل (السمكة الآنسة) وأسماك الببغاء (الحريد) وفراشات البحر والهامور والجراح. كما رُصدت مجموعات من الدلافين في المياه المحيطة بنا.
مروج الأعشاب البحرية
تُعدّ مروج الأعشاب البحرية علامة فارقة للأنظمة البيئية في السواحل الضحلة. ففضلاً عن توفير الأغذية الأساسية والمأوى للحياة البحرية، تعمل جذور هذه النباتات المزهرة على تثبيت الرواسب في مكانها، وتحد من تأكل الخط الساحلي.
سُجّل نوعان مميزان من مروج الأعشاب البحرية على امتداد شاطئ كاوست، أحدهما بالقرب من منارة كاوست، والآخر بالقرب من معلم الملك عبدالله التذكاري وهما محب الملح البيضوي (نجيل بحري) والهالودول ضيق الأوراق.
غابات المنغروف
ينمو المنغروف، وهو نبات يتحمل الملوحة ذو جذور خشبية، على امتداد المياه الساحلية الضحلة. وتوفر هذه النباتات البرمائية، التي تضع قدماً في البر وقدماً أخرى في المياه، الغذاء والمأوى والموطن الحاضن لحيوانات كثيرة، ومنها الطيور وسرطان البحر والسحالي والروبيان والرخويات (الحلزون) والأسماك.
أنواع المنغروف السائدة في كاوست هي المنغروف البحري، الذي يعرف أيضاً بالمنغروف الرمادي أو الأبيض، لأن بلورات الملح تغطي أوراقه وسيقانه. أما المانغروف الأحمر، فهو نوع منفصل يوجد في منطقة صغيرة بالقرب من الشاطئ الجنوبي للجامعة. تعرف أكثر على منغروف كاوست هنا.
طبيعتنا، على الهواء مباشرة
يعرض البث المباشر لكاميرا كاوست “فيش كام” (FISH KAM) الحياة البحرية في البحر الأحمر في الزمن الحقيقي أثناء ساعات النهار، ويمنح مجتمعنا (وأي شخص آخر في العالم) نافذة على التنوع الحيوي المصان المذهل في مياه كاوست المحمية. لقد تابع المشاهدون في جميع أنحاء العالم أسماك الشعاب وأسماك اللقيطة والسلاحف وحيوانات الأخطبوط عبر هذه العدسة.