بينما تؤثر تغيرات المناخ والأنشطة البشرية على النظم البيئية البحرية في جميع أنحاء العالم، يُعد تعزيز الإدارة الجيدة للموارد المائية أمرًا حيويًا للحفاظ على التنوع البيولوجي وضمان الاستخدام المستدام للمحيطات. في المملكة العربية السعودية، يُعد البحر الأحمر أحد أكثر البيئات البحرية تميزًا في العالم، ويكرس قسم من أبحاث وأعمال جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST) لحماية هذا النظام البيئي. يتضمن جزء من هذا الالتزام تعزيز الوعي من خلال برامج تشجع على ممارسات الإدارة الجيدة للموارد المائية وتحفز المسؤولية تجاه الموارد البحرية. من 2018 إلى 2023، أطلقت KAUST برنامجًا رائدًا لتثقيف القراء الصغار حول النظام البيئي المتنوع للبحر الأحمر من خلال مجموعة خاصة من المقالات العلمية التي تم تبسيطها للأطفال، مما يعزز إدارة المحيطات للأجيال القادمة.
وقد أسفر هذا المشروع، بالتعاون مع “Frontiers for Young Minds”، عن مجموعة شاملة من المقالات التي قام بتحريرها خريج KAUST الدكتور روبيّن كوستا والأستاذ المساعد كريستيان فولسترا. كتب الباحثون في KAUST المقالات التي قدمت رؤى علمية حول البحر الأحمر وجميع الكائنات البحرية التي يحتويها. تم مراجعة جميع المقالات من قبل طلاب مدرسة KAUST الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و15 عامًا قبل نشرها، مما يعزز فهم كيفية إنتاج العلوم وكيفية مساهمتها في جهود الحفاظ على البيئة. بشكل عام، شارك في هذا التعاون أكثر من 70 باحثًا وطالبًا دراسات عليا ومعلمًا وطالبًا من المدارس، مما يوفر مثالًا ملهمًا حول كيفية إشراك الشباب في رعاية البيئة. من خلال تقديم العلوم للقراء الصغار بشكل مفهوم، ساعدت KAUST في إشعال الفضول حول هذه البيئات المعقدة والدقيقة، بهدف بناء جيل يقدر ويحمي نظمنا البيئية المائية.
اختتم البرنامج بنشر مجموعة المقالات كاملة في كتاب إلكتروني قابل للتنزيل في 2023، مع ترجمة جميع مقالاته إلى اللغة العربية، لضمان استفادة الأطفال الناطقين بالعربية من هذه الأداة التعليمية. يتجاوز تأثير هذه المجموعة حدود التعليم فقط، حيث توفر حوافز لممارسات الإدارة الجيدة للموارد المائية من خلال تمكين الشباب بالمعرفة اللازمة لفهم هذه النظم البيئية وتقديرها. تشجع البرامج مثل هذه، التي تمزج التعليم مع المشاركة العملية، الشباب على احترام البيئة المائية والعناية بها، مما يساهم في ثقافة من الوعي والمسؤولية تجاه الموارد الطبيعية.
تتوافق هذه الجهود مع رؤية المملكة 2030 وركائز الهيئة العامة للبحث والتطوير والابتكار من خلال تعزيز الاستدامة البيئية والتعليم. كما يتماشى ذلك مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، الهدف 4: التعليم الجيد، والهدف 14: الحياة تحت الماء، من خلال إشراك الطلاب في برامج تعليمية علمية تهدف إلى الحفاظ على النظم البيئية البحرية والساحلية.
لقراءة المجموعة كاملة في “Frontiers for Young Minds”، يرجى زيارة الرابط هنا.